طريقة التخدير في العمليات الجرحية قديما
قبل اكتشاف التخدير :
كان يضرب خلف رأس المريض، بقطعة خشبية حتى يفقد وعيه لتبدأ العملية.
يعود الفضل للعرب في أكتشاف التخدير عند الجراحة فلا يمكن للجراحة أن تزدهر وتتطور ما لم يزدهر علم أخر، إلا وهو علم (التخدير) كان للمسلمين فضل كبير في هذا العلم، فهم الذين أسسوه بوصفة علما، وأطلقوا علية أسم (المرقد) أي المخدر، وخاصة التخدير العام في العمليات الجراحية.
الأطباء المسلمون هم الذين ابتكروا أداة التخدير التي كانت ومازالت شائعة، وهي (الاسفنجة) فقد أورد أبو الفتوح التونسي في كتابه (عيون الإنباء في طبقات الأطباء) أن العرب المسلمين هم الذين اخترعوا (الإاسفنجة) المخدرة، والتي لم تكن معروفة قبلهم، حيث كانت تغمر في عصير محلول من الأعشاب المركبة ثم تجفف في الشمس، ثم يرطبونها بقليل من الماء، وتوضع على أنف المريض، فتمتص الماد المخاطية المواد المخدرة، ويذهب المريض في نوم عميق وتتم العملية الجراحية بدون ألام تذكر.
كما كانوا يستعملون المهدئات وخلائط مزيلة للألم قبل العمل الجراحي و كان الخليط الذي أستخدم لتخدير المرضى وإزالة الألم يتكون من القنب الهندي (الحشيش)، فقاعات الأفيون (الخشخاش)، الشويكران (البنج).
كما ان العالم المسلم الكندي أستقطر (الكحول) وأكتشف الرازي حمض الكبريت وأدا علمنا أن الأيثر ينتج من تعامل (الكحول) بحمض الكبريت لتقطير واستخلاص قدر من الماء منة لأدركنا أن المسلمين كانوا أول من وضع أسس تركيب هذه المادة المخدرة وفي أوائل القرن الثامن عشر اكتشف العالم مايكل فاراداي أن استنشاق الأثير (ether)، وهو سائل يتحول بسرعة إلى غاز، عند تعرضه للهواء الجوي، يسبب فقدان الإحساس بالألم.
ومما ساعد على ولوج المسلمين حقل التخدير والعمل على تطويره هو أن قصة الألم كنوع من الجزاء الإلهي لا أصل لها في معتقداتهم وتقاليدهم. فقد كان الأطباء المسلمين من أوائل الذين عملوا على تخفيف ألام الإنسان ، في الوقت الذي نبذ الأطباء في أوربا القرون الوسطى الجراحة، ووضعوها في مرتبة متدنية، بل أخرجوها من علم الطب إلى الاعتقاد الذي كان سائدا في الغرب وهو أن الألم والمعاناة هما الثمن الذي يجب أن يدفعه الإنسان ليكفر عن خطاياه.