متى حدثت موقعة أحد

موقعة أحد والتي حدثت في السنة الثالثة للهجرة

ثارت ثائرة اليهود لما حل ببني قينقاع، فأخذوا يغرون الأعراب بالإغارة على المدينة والاعتداء على المسلمين. كذلك أخذوا يحرضون قريشا على حرب المسلمين ليثأروا لقتلاهم في وقعة بدر ووعدوهم بمظاهرتهم في الحرب، وكان أشد المحرضين اثنان من رؤساء يهود بني النضير وهما: كعب الأشرف، وسلام ابن أبي الحقيق .
فتطوع فريق من الأنصار لاغتيالهما بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقتلوهما، فتأثرت قريش و لازت بتحريض اليهود، فجهزت جموعها لحرب المسلمين، وتوجهت قريش بمن حشدت نحو المدينة يقود حشدها أبو سفيان ابن حرب.
ولما علم النبي صلى الله عليه وسلم بذلك جهز جيشا وخرج بهم إلى جبل أحد القريب من المدينة ووضع خيرة الرماة في أعلى الجبل لحماية ظهور المسلمين.
وظهرت طلائع النصر وتراجعت قريش يتبعهم المسلمون ويجمعون ما غنموه منهم. وظن رماة المسلمين أن المعركة قد انتهت فأخلوا أماكنهم وسارعوا لينالوا نصيبهم من الغنائم.
وانتهز خالد بن الوليد الفرصة، وكان يقود رماة المشركين، فصعد الجبل من الخلف وأخذ يمطر المسلمين بوابل من السهام، وارتدت جموع قريش عليهم، فأصبحوا بين نارين واضطربت صفوفهم وعم الذعر فيهم حتى قتل بعضهم بعضا وانهزم من نجا من القتل.
وقد قتل في هذه الوقعة أكثر من سبعين رجلا من المسلمين بينهم بطل الإسلام حمزة بن عبد المطلب عم النبي، قتله ( وحشي ) أحد رماة الأحباش، وأصيب النبي صلى الله عليه وسلم بجرح في وجنته وشج رأسه الشريف. وصاح صائح قريش أن محمدًا قد قتل، وصدق المشركون وكفوا عن القتال وانسحبوا، فقد نالوا – بظنهم- ما كانوا يبتغون.
اليهود يحاولون اغتيال النبي صلى الله عليه وسلم :
لم يهنأ يهود بني النضير بنجاة النبي صلى الله عليه وسلم، فعقدوا العزم على اغتياله أخذا بثأر ابن الأشرف وابن أبي الحقيق، ففشلوا وانكشف أمرهم وعلموا أن النبي صلى الله عليه وسلم سيعاقبهم فآووا إلى حصونهم.
فحمل عليهم النبي صلى الله عليه وسلم وحاصرهم، ولما استيأسوا طلبوا أن يأذن لهم بالخروج من المدينة كما خرج بنو قينقاع، فاستجاب لهم وخرجوا بأموالهم، ونزل فريق منهم في خيبر وانضموا إلى يهودها، وتابع الآخرون مسيرتهم إلى بلاد الشام.