أنواع البدل في اللغة العربية
أنواع البدل في اللغة العربية

مرحبًا بك عزيزي الزائر وأهلًا بك في موقعنا سما مكس التي ستجد في محتواه جميع الإجابات عن الأسئلة التي يتم البحث عنها بشكل متكرر في محرك جوجل، سنتطرق في موضوعنا الآتي إلى أحد أهم الموضوعات المتداولة  أنواع البدل في اللغة العربية

يعد علم النحو من أهم علوم اللغة العربية وأكثرها فائدةً وإمتاعًا، حيث يحتوي على الكثير من الأبواب والأبحاث والقواعد، والتي تختلف من باب لآخر، ومن خلال موقعنا سما مكس سنتعرف على البدل الذي بحث عنه العلماء والنحاة وتعريفه وأنواعه

أنواع البدل في اللغة العربية

البدل من أهم علوم النحو في اللغة العربية، وقد تعددت أنواعه، وهي فيما يأتي:

  • بدل كل من كل: يسمى أيضًا البدل المطابق، وهو ما كان البدل فيه عين المبدل منه ومساويًا له في المعنى، مثل: ذهب خالدٌ صديقُك.
  • بدل بعض من كل: يسمى أيضًا بدل غير مطابق، وهو أن يكون البدل جزء من المبدل منه، مثل: أسفتُ على خسارة فريقين فريقٍ في القدم وفريقٍ في السلة.
  • بدل اشتمال: هو الذي يدل على أحد المعاني التي يشتمل عليها المبدل منه دون أن يكون جزءً منه، مثل قول الله تعالى: “قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ، النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ”.
  • بدل مباين: يُقسم هذا البدل إلى ثلاثة أقسام بحسب المقصود، وهي: بدل الإضراب، وبدل، الغلط، وبدل النسيان، مثل: تصدقت بدينار بدرهم.

 تعريف البدل

هو أحد أنواع التوابع، ويذكر بعد اسم قبله يسمى المبدل منه، ويصح أن يحل البدل مكان المبدل منه، وقال النحاة في تعريف البدل: إنه مقصود بالحكم؛ أي أن البدل مقصود بالمعنى الذي دخل عليه عن طريق المبدل منه؛ كقصد الأصل، الذي هو المبدل منه، مثل: أرسى الخليفة عمر دعائم الدولة الإسلامية، فكلمة (الخليفة) هي المبدل منه (المتبوع)، وكلمة (عمر) هي البدل (التابع)، وكانت كلمة (عمر) بدلًا من كلمة (الخليفة)؛ لأنه يصح أن تلغي كلمة (الخليفة)، وتقوم كلمة (عمر) مقامها، فتقول: أرسى عمر دعائم الدولة الإسلامية، وكلمة (عمر) مقصودة بما قصدت به كلمة (الخليفة)، وهو معنى الإرساء لدعائم الدولة الإسلامية، وكان ذلك بلا واسطة حرف عطف بين التابع (عمر)، والمتبوع (الخليفة): كالواو أو الفاء أو غيرهما.

تعريف البدل المطابق وأمثلة عليه

هو أن يكون البدل عين المبدل منه، ومن ذلك يُعرف ضابطه، فلا يزيد عنه، ولا ينقص، وسُمي البدل المطابق؛ لأن البدل يكون مطابقًا للمبدل منه ومساويًا له مساواة تامة في المعنى، فالبدل والمبدل منه واقعان على أمر واحد، مع اختلاف لفظيهما في الأغلب، ومن ذلك أن نقول: الدرهم من لجين الفضة، أو الدينار من تبر ذهب، الدرهم من لجين فضة، فكلمة (فضة) بدل مطابق من (لجين)، وكلمة (ذهب) بدل مطابق من (تبر)، وقد اختلف كل من البدل والمبدل منه في اللفظ، وفي قوله تعالى: “اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ، صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ”، كلمة (صراط) الثانية بدل كل من كل، والمبدل منه هو كلمة (صراط) الأولى.

 تعريف البدل غير المطابق

هو أن يكون البدل في غير المطابق بعضًا وجزءًا من المبدل منه، ويسمى هذا البدل أيضًا بدل بعض من كل، وسواء كان البدل أقل من نصف المبدل منه كمية، مثل: حفظت القرآن ثلثه، أم كان البدل مساويًا لنصف المبدل منه في الكمية، مثل: حفظت القرآن نصفه، أم كان البدل أكثر من نصف المبدل منه كمية، مثل: حفظت القرآن ثلثيه، ويشترط في هدا النوع من البدل: أن يتصل بدل بعض من كل بضمير يعود إلى المبدل منه، ويربطه به، ويطابقه في النوع (التذكير والتأنيث)، والعدد (الإفراد والتثنية والجمع)، وأن يكون المبدل منه مما يقبل التجزؤ والتبعض، وبناء على هذا فإنه لا يصح أن تقول: شرب زيد نصفه. لأن زيدًا بالنسبة للشرب لا يقبل التجزؤ والتبعض.

 تعريف بدل الاشتمال

يكون في بدل الاشتمال بين البدل والمبدل منه ارتباط وعلاقة بغير الكلية والجزئية، مثل: أعجبتني القصيدة فكرتها، تشكر الناس العالم تعليمه لهم، أعجبني الكتاب أسلوبه، أحببت خالد بن الوليد جهاده في سبيل الله، أعجبت بمحمد صلى الله عليه وسلم خلقه الكريم، انتفعت بالقرآن الكريم هديه، انظر إلى الماء جريانه. ففي هذه الأمثلة  نجد أن المبدل منه، وهو على الترتيب: القصيدة، العالم، الكتاب، خالد، محمد، القرآن، الماء. قد اشتمل على البدل، وهو على الترتيب: فكرتها، تعليمه، أسلوبه، جهاده، خلقه، هديه، جريانه.

 أقسام البدل المباين

يكون في البدل المباين المبدل منه قد غلط فيه، فيأتي بالبدل تصحيحًا، ويقسم هذا النوع من أنواع البدل إلى ثلاثة أقسام، وهي:

بدل الإضراب: يكون في جملة، قصد كل من المبدل منه والبدل فيها صحيح، لكنّ المتكلم عدّل من قصد المبدل منه إلى قصد البدل؛ مثل: خذ الورقة، القلم.

بدل الغلط: وهو أن يريد المرء كلامًا، ولكن يسبق لسانه إلى كلام غيره، وبعد النطق تعدل إلى ما أردت أولًا، مثل: جاء التلميذ المعلم.

بدل النسيان: هو أن يبني المرء بدايك كلامه على ظن، ثم يعلم خطأه، فيستدرك ويعدل عنه، مثل من يرى شبحًا من بعيد، فيظنه إنسانًا، فيقول: رأيت إنسانًا. ثم يقترب منه، فيجده فرسًا، فيقول: فرسًا.

إبدال الفعل من الفعل

يشمل إبدال الفعل من الفعل جميع أنواع البدل، ويجوز بالفعل، ففي بدل كلّ من كلّ، قولنا: إنْ جئتني تمشِ إليَّ أُكْرِمْك. فالفعل (تمشِ) بدل كل من (جئتني)؛ لأنّ المجيء هو نفس المشي، وفي بدل بعض من كل، وكذلك قولنا: إنْ تُصَلِّ تسجدْ لله يرحمْك، فالفعل (تسجدْ) بدل بعض من تصلِّ؛ لأن السجود بعض من الصلاة، وقيل: هذا بدل اشتمال؛ لأنّ الصلاة تشتمل على السجود، ولا يبدلُ الفعلُ من الفعلِ بدل بعض من كلّ، وفي بدل الاشتمال، نجد قوله تعالى: “وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ يَلْقَ أَثامًا يُضاعَفْ لَهُ الْعَذابُ”، فالفعل (يُضاعفْ) بدل اشتمال من (يلقَ)، وكذلك قول الشاعر:

إنَّ عَلَيَّ اللهَ أَنْ تُبَايِعَا      تُؤْخَذَ كَرْهًا أَوْ تَجِيءَ طَائِعًا                                                          فقوله: تؤخذ، بدل اشتمال من (تُبايِعَا)؛ لأن الأخذ كرهًا صفة من صفات كثيرة تشملها المبايعة.

إبدال الاسم الظاهر من ضمير الحاضر

يجب أن يكون البدل بدل كل من كل، أو بدل بعض من كل، أو بدل اشتمال مفيدًا للإحاطة والشمول، حتى يجوز إبدال الاسم الظاهر من ضمير الحاضر المتكلم أو المخاطب، ففي بدل كل من كل، نجد قوله تعالى: “رَبَّنا أَنْزِلْ عَلَيْنا مائِدَةً مِنَ السَّماءِ تَكُونُ لَنا عِيدًا لِأَوَّلِنا وَآخِرِنا”، فكلمة (أولنا) بدل كلّ من ضمير المتكلم المجرور باللام (نا)، وقد أفاد البدل الشمول والإحاطة في قوله تعالى: “لِأَوَّلِنا وَآخِرِنا”؛ أي لجميعنا، وإذا لم يُفِد الإحاطة والشمول فيمتنع الإبدال من ضمير الحاضر، مثل: رأيتك زيدًا.

ومن خلال هذا المقال نكون قد بيّنا لكم انواع البدل في اللغة العربية، وهي: بدل كل من كل، وبدل بعض من كل، وبدل الاشتمال، وبدل المباين، ويختلف كلٌّ منها عن الآخر….  يسعدنا وجودكم في موقعنا ونتمنى التوفيق لكم.