ما هو الاكتئاب ؟ وما هي اسبابه واعراضه ؟
ما هو الاكتئاب ؟ وما هي اسبابه واعراضه ؟

من أهم الأسئلة التي تطرح في عالم الصحة النفسية، وقد أصبحت هذه الأخيرة محط اهتمام العديد من الأشخاص، على اختلاف فئاتهم العمرية ومستوياتهم الثقافية والتعليمية، وقد أصبح تأثير الحالة النفسية على المستوى الفردي والجماعي واضحًا ومهمًا، وفي هذا المقال سنجيب عن ما هو الاكتئاب ؟ وما هي اسبابه واعراضه ؟

ما هو الاكتئاب

الاكتئاب هو اضطراب مزاجي يسبب شعورًا دائمًا بالحزن وفقدان الاهتمام. ويسمى أيضًا اضطراب اكتئابي رئيسي أو اكتئاب سريري، وهو يؤثر على شعورك وتفكيرك وسلوكك ويمكن أن يؤدي إلى مجموعة متنوعة من المشاكل العاطفية والجسدية. قد تواجهك صعوبة في القيام بالأنشطة اليومية العادية، وأحيانًا قد تشعر كما لو أن الحياة لا تستحق العيش.

يعتبر الاكتئاب أكثر من مجرد نوبة من الحالة المزاجية السيئة، فهو ليس نقطة ضعف ولا يمكنك “الخروج” منه ببساطة. قد يتطلب الاكتئاب العلاج على المدى الطويل. ولكن يجب ألا تثبط عزيمتك. يتحسَّن معظم الأشخاص المصابين بالاكتئاب بالأدوية أو العلاج النفسي أو كلاهما.

أعراض الاكتئاب

تختلف أعراض الاضطراب الاكتئابي حسب الفئة العمرية، وحسب حدة المرض والمرحلة التي وصلها المريض، ويمكن تلخيص هذه الأعراض بشكلٍ عام كما يأتي:

  • الشعور بالحزن واليأس.
  • الرغبة المستمرة في البكاء.
  • الإحباط وفقدان الاهتمام بجميع أنشطة الحياة.
  • اضطراب النوم والأرق.
  • فقدان الشهية، أو ظهور نوبات الشراهة.
  • الاحساس الدائم بالذنب ولوم النفس بالتركيز على أخطاء الماضي.
  • التفكير بشكلٍ سلبي كالتفكير في الموت والانتحار.
  • العزلة والابتعاد عن الأهل والأصدقاء والأقارب.

أعراض الاكتئاب لدى الأطفال والمراهقين

تتشابه علامات الاكتئاب وأعراضه الشائعة لدى الأطفال والمراهقين مع تلك الشائعة لدى البالغين ولكن قد تكون هناك بعض الاختلافات.

  • لدى الأطفال الأصغر سنًا، يمكن أن تتضمن أعراض الاكتئاب الحزن، أو التهيج، أو التعلق العاطفي المفرط، أو القلق، أو الأوجاع والآلام، أو رفض الذهاب إلى المدرسة، أو النحافة.
  • أما لدى المراهقين، يمكن أن تتضمن الأعراض الحزن، والتهيج، والشعور بالسلبية وانعدام القيمة، والغضب، وضعف الأداء المدرسي أو قلة الحضور الدراسي، والشعور بإساءة الفهم والحساسية المفرطة، وتعاطي المخدرات الترويحية أو الكحول، والإفراط في الأكل والنوم، وإيذاء الذات، وفقدان الاهتمام بالأنشطة الطبيعية، وتجنب التفاعل الاجتماعي.

أعراض الاكتئاب لدى كبار السن

إن الاكتئاب ليس جزءً طبيعيًا يحدث مع تقدم العمر، ويجب ألا يؤخذ مطلقًا باستخفاف. لسوء الحظ عادة لا يتم تشخيص الاكتئاب وعلاجه لدى كبار السن، وقد يشعرون بمقاومة لطلب المساعدة. يمكن أن تختلف أعراض الاكتئاب أو تكون أقل وضوحًا لدى كبار السن، مثل:

  • مشكلات في الذاكرة أو تغيرات الشخصية
  • الألم أو الوجع البدني
  • التعب أو فقدان الشهية أو مشكلات في النوم أو فقدان الرغبة في الجنس — أعراض غير ناجمة عن حالة طبية أو دواء
  • الرغبة في البقاء في المنزل في كثير من الأحيان بدلاً من الخروج للاندماج الجماعي مع الآخرين أو القيام بأمور جديدة
  • المشاعر أو التفكير الانتحاري وبالتحديد لدى كبار السن.

أسباب الإصابة بمرض الاكتئاب

لا يُعرف تحديدًا م الذي يسبب الاكتئاب. كما هو الحال مع العديد من الاضطرابات النفسية، يمكن أن تشترك العديد من العوامل، مثل:

  • الاختلافات البيولوجية. يبدو أن الأشخاص المصابين بالاكتئاب لديهم اختلافات فيزيائية في أدمغتهم. لا تزال قدر تأثير هذه الاختلافات غير مؤكد، لكنها قد تساعدك في النهاية في معرفة الأسباب.
  • كيمياء الدماغ. الناقلات العصبية هي مواد كيميائية متواجدة بشكل طبيعي في الدماغ والتي من المرجح أن تلعب دورًا في الإصابة بالاكتئاب. تشير البحوث الأخيرة إلى أن التغيُّرات في وظيفة هذه الناقلات العصبية وتأثيرها وكيفية تفاعلها مع الدوائر العصبية المشاركة في الحفاظ على استقرار الحالة المزاجية قد تلعب دورًا مهمًا في الاكتئاب وعلاجه.
  • الهرمونات. قد تكون التغييرات في توازن الهرمونات في الجسم لها علاقة بالتسبب في الإصابة بالاكتئاب أو تحفيزه. يمكن أن تحدث التغيّرات الهرمونية نتيجة الحمل، وخلال الأسابيع أو الأشهر التالية للولادة (المدة التالية للوضع) ومن المشكلات في الغدة الدرقية، أو انقطاع الطمث، أو عدد من الحالات الأخرى.
  • الصفات الموروثة. يشيع الاكتئاب أكثر بين الأشخاص الذين يعاني أقربائهم بالدم هذه الحالة. ويحاول الباحثون العثور على الجينات التي قد تتسبب في الاكتئاب.

تشخيص مرض الاكتئاب

يتطلب تشخيص الاضطراب الاكتئابي مجموعة من الفحوصات الطبيّة والنفسية تختلف بين البسيطة والاعتيادية وصولًا إلى المخصصة، وذلك من خلال ما يأتي:

  • مقياس هاملتون للاكتئاب “HAMD”.
  • مقياس بيك للاكتئاب “BDI”.
  • مقياس زونغ للركود الذاتي.
  • قائمة أعراض الاكتئاب.
  • الفحص الجسدي الشامل.
  • التشخيص التفريقي.
  • استبيانات التقييم الذاتي والخارجي.

علاج الاكتئاب

يتعدى علاج الاكتئاب في الحالات المتقدمة بعض حصص العلاج النفسي أو نشاطات الترفيه والتسلية، فقد يستدعي العلاج البقاء في المستشفى والخضوع لعلاج كيميائي منظم، لذا يمكن تقسيم طرق ووسائل العلاج بين الأدوية الكيميائية والعلاج النفسي.

العلاج بالأدوية

تباع الأدوية التي تستخدم لعلاج الاضطراب الاكتئابي حصريًا بتقديم الوصفة الطبية فبعضها يسبب الإدمان، وبعضها الأخر يسبب آثارًا جانبية حادة وخطيرة، ونذكر من بين هذه الأدوية ما يأتي:

  • مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية.
  • إيميبرامين (توفرانيل)، وميرتازابين (ريميرون).
  • مثبطات أكسيداز أحادي الأمين.
  • العلاج بالضوء أو الصدمة الكهربائي.

العلاج النفسي

يتم العلاج النفسي من خلال حصص من الاستشارة النفسية عند المختص النفسي والاجتماعي وكذا طبيب الأعصاب، وهي عبارة عن محاداثات وأسئلة يطرحها المختص، وحتى بعض النشاطات التي تسمح بدايةً بتقليل حدة الاكتئاب ومن ثم علاجه بشكلٍ تدريجي، وغالبًا ما يتزامن العلاج النفسي مع الخضوع لعلاج كيميائي كتناول بعض المهدئات.

مضاعافات الاضطراب الاكتئابي

من الضروري الوقوف عند خطورة تدهور حالات الاكتئاب وتقدم الحالة إلى نوبات حادة ومشاكل نفسية وجسدية تتمثل فيما يأتي:

  • الانتحار.
  • مشاكل في العلاقة الزوجية والأسرية.
  • الإدمان على الكحول والمخدرات.
  • تعذيب الجسم وإيذاء الأخرين.

الوقاية

لا توجد طريقة مؤكدة للوقاية من الاكتئاب. ومع ذلك، يمكن لتلك الإستراتيجيات أن تُفيد.

  • اتخذ الخطوات اللازمة للتحكم في الضغط النفسي,لزيادة المرونة ولرفع درجة تقدير الذات.
  • تواصل مع العائلة والأصدقاء، لا سيما في أوقات الأزمات، لمساعدتك على الصمود أمام الصعوبات.
  • احصل على علاج عند ظهور أول علامة على وجود مشكلة وذلك للمساعدة في منع الاكتئاب من التدهور.
  • فكر في الحصول على علاج صياني طويل المدى للمساعدة على منع انتكاس الأعراض.

ما هو الاكتئاب ؟ وما هي اسبابه واعراضه ؟ سؤال يدعو إلى الإشارة إلى أهمية وضرورة الحفاظ على الصحة النفسية والمراقبة المستمرة، نتمنى التوفيق لكم.