تعليق عن الاستئذان
تعليق عن الاستئذان

مرحبًا بك عزيزي الزائر وأهلًا بك في موقعنا سما مكس التي ستجد في محتواه جميع الإجابات عن الأسئلة التي يتم البحث عنها بشكل متكرر في محرك جوجل، سنتطرق في موضوعنا الآتي إلى أحد أهم الموضوعات المتداولة تعليق عن الاستئذان

الاستئذان هو  أدب من الآداب الاجتماعية التي تحفظ خصوصية الإنسان فيما لا يرغب أن يطلع عليه أحد، وذلك لحفظ الأعراض ورعاية الحقوق والحرمات من الانتهاك من قِبَل الآخرين، ومن خلال موقعنا سما مكس سنقدم لكم تعليق عن الاستئذان.

ما هو  الاستئذان

الاستئذان في اللغة هو العلم أو الإعلام، حيث يُقال: فلانٌ أذن لفلان بهذا الشيء إذنًا؛ أي علم وأعلم، ومن يؤذن له في الشيء يكون هذا الشيء مباحًا له، ومن أراد العلم بأمر ما عليه أن يستأذن صاحبه حتى يُعلمه به، ويطلب منه الإذن، وأما في الاصطلاح فهو طلب الإذن من خلال إباحة التصرف ممن له حق الإباحة، وقد يعرّف بحسب نوع الاستئذان كتعريف الفقهاء للاستئذان عند دخول بيوت الآخرين أو عند دخول البالغين على محارمهم بقولهم: التماس الإذن تأدبًا خشية الاطلاع على عورة، أو طلب الإذن في الدخول لمحل لا يملكه المستأذن.

تعليق عن الاستئذان

إنَّ الاستئذان من الآداب الاجتماعية المهمة، وذلك نظرًا لما تحفظه من خصوصية للإنسان فيما لا يرغب أن يطلع عليه أحد، والاستئذان مهم لرعاية الحقوق وحفظ الأعراض والحرمات من الانتهاك من قِبَل الآخرين، فلا يمكن لأحد أن يدخل على الآخر دون استئذان، لذلك يجب طلب إباحة التصرف ممن له حق الإباحة، فالاستئذان أدب يحفظ للفرد حقه في خصوصيته فلا يتصرف أحد في حق من حقوقه إلا بعد أن يأذن له، ولا تكشف له عورة و ينتهك له حرمه، فالاستئذان عند دخول البيوت يحقق للبيوت حرمتها، ويجنب أهلها الحرج الواقع من المفاجأة والمباغتة والتأذي بانكشاف العورات.

آداب الاستئذان

للاستئذان آداب كثيرة محمودة، تُحفظ من هلالها الحقوق والحرمات، ويعيش الإنسان مطمئنًا، ومن هذه الآداب ما يأتي:

  • السلام وقول المُستأذِن أأدخل: ورد ذلك في حديث عن رسول الله صلى الله أنّ رجلاً من بني عامر استأذن على النبي وهو في بيت فقال: أألج؟، فقال النبي لخادمه: “اخرج إلى هذا فعلِّمه الاستئذان، فقال له: قل: السلام عليكم، أأدخل، فسمعه الرجل فقال: السلام عليكم أأدخل؟ فأذن له النبي فدخل.
  • الاستئذان ثلاثًا: السنة في الاستئذان لا تزيد عن ثلاث مرات، وذلك قد يكون على معنى الإباحة والتخفيف عن المستأذن، ولا حرح على من استأذن ثلاث مرات، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “إذا استأذن أحدكم ثلاثًا فلم يُؤذن له فليرجع”.
  • مراعاة الأوقات في الاستئذان: يجب اختيار الوقت المناسب لطلب الاستئذان في الدخول إلى البيوت، وتجنّب أوقات راحة الإنسان ونومه، مثل: الأوقات المتأخرة من الليل أو المفاجأة، وقد ورد في حديث أنس بن مالك رضي الله عنه، أن النبي كان يأتي أهله غدوةً أو عشية، ولا يطرقهم ليلًا.
  • الرجوع عند عدم الإذن: فقد قال الله سبحانه وتعالى: “فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَدًا فَلَا تَدْخُلُوهَا حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا”، فعلى المستأذن أن يرحع إذا لم يؤذن له، فربما كان صاحب البيت لا يستطيع الاستقبال.

الاستئذان في القرآن والإسلام

كلمة استئذان مشتقة من لفظة أَذن، وقد وردت هذه اللفظة في القرآن الكريم 82 مرة، وهذا دليل واضح وكبير علي أهميتها، وكانت في 33 سورة، 21 منها مكية و12 منها مدنية، واشتملت الآيات التي وردت فيها هذه اللفظة على إداب الاستئذان لدخول البيوت، والاستئذان في الإسلام مشروع، وهذا ما أحمع عليه العلماء، وتظاهرت به دلائل القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، فقد قال الله تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا”، حيث إن (لَا) ناهية ونهى عن ذلك لما فيه من التصرف في ملك الغير بغير إذنه، فإن شاء أذن وإن شاء لم يأذن، فظاهر الآية يدل على تحريم دخول بيوت الغير بغير إذن؛ لأن النهي المتجرّد عن القرائن يفيد التحريم على الأصح.

الاستئذان بين أهل البيت

شرّع الله سبحانه وتعالى ونبيه الكريم عليه الصلاة والسلام استئذان الخدم والأطفال عند دخولهم على الوالدين ونحوهم من المحارم في ثلاث أوقات خاصة وردت في القرآن الكريم، حيث قال تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ۚ مِّن قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُم مِّنَ الظَّهِيرَةِ وَمِن بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ ۚ ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَّكُمْ ۚ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ ۚ طَوَّافُونَ عَلَيْكُم بَعْضُكُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ ۚ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ

الاستئذان عند الخروج

كما أنَّه شُرِع الاستئذان بالدخول، فمن باب الأدب الاستئذان بالانصراف؛ خشية أن يقع البصر على شيءٍ أثناء الخروج، وقد جاء في الحديث عن ابن عمر -رضي الله عنهما- أنَّ النَّبِيَّ – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – قَالَ: (إذا زار أحدكم أخاه فجلس عنده، فلا يقومن حتى يستأذنه).

من لا يحتاج إلى استئذان

حدد الله تعالى فئة من الناس لا تحتاج إلى استئذان، فمن أُرسل له رسول أو دُعي إلى المكان، فلا يحتاج إلى استئذان وله أن يدخل مباشرة؛ لأن أهل البيت في انتظاره، وقد جاء ذلك في العديد من الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، ومنها: وعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ : “إِذَا دُعِيَ أَحَدُكُمْ إِلَى طَعَامٍ، فَجَاءَ مَعَ الرَّسُولِ، فَإِنَّ ذَلِكَ لَهُ إِذْنٌ”، وكذلك أيضًا عن أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : “رَسُولُ الرَّجُلِ إِلَى الرَّجُلِ إِذْنُهُ”، وقد استثنى بعض أهل العلم ما إذا تأخر المدعو عن الدعوة، أو كان في مكان يحتاج معه في العادة إلى الإذن، فإنه يستأذن.

ومن خلال هذا المقال نكون قد قدمنا لكم تعليق عن الاستئذان…  يسعدنا وجودكم في موقعنا ونتمنى التوفيق لكم.