هل الخضر نبي
هل الخضر نبي

مرحبًا بك عزيزي الزائر وأهلًا بك في موقعنا سما مكس التي ستجد في محتواه جميع الإجابات عن الأسئلة التي يتم البحث عنها بشكل متكرر في محرك جوجل، سنتطرق في موضوعنا الآتي إلى أحد أهم الموضوعات المتداولة هل الخضر نبي

اختلف العلماء في أمر سيدنا الخضر “عليه السلام”؛ منهم من قال إنه ولي من الأولياء، ومنهم من قال إنه نبي، ودلل على ذلك، سنوضح ذلك من خلال مقالنا التالي.

هل الخضر نبي

هل الخضر نبي الظاهر من الآيات القرآنيّة أنه نبي، قال تعالى: {فَوَجَدَا عَبْدًا مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا}، ويُفهم من بعض الآيات أن الرحمة المذكورة هي رحمة نبوّة، وأن هذا العلم الذي تعلّمه الخضر هو علم وحي وليس علم عادي، ومن المعروف أن الرحمة وإيتاء العلم اللدني قد تكون من أمارات النبوة، وما فعله الخضر في القصة هو وحي من الله تعالى، لأنه ليس هناك طريق لمعرفة نواهي الله تعالى وأوامره إلا بالوحي، خاصة قتل النفس، وخرق السفينة، لأن العدوان على الأنفس والأموال لا يصح إلى عن طريق أمر إلهي ووحي، لذا نرى أن قتل الخضر للفتى، وخرقه للسفينة، دليل على نبوته، ومن إشارات نبوّه تواضع سيدنا موسى له فقال:{قَالَ لَهُ مُوسَىٰ هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَىٰ أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا}، وقال أيضًا: {قَالَ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا}.

سبب تسميته بالخضر

في الحديث “إنما سُمي الخضر؛ لأنه جلس على فروة بيضاء أي قطعة من الحشيش اليابس، فإذا هي تهتز خضراء” رواه البخاري..، وقيل إنه إذا صلى أو مشي في مكان اخضرت الأرض من حوله.

قال أبي ابن كعب، إنه سَمِعَ رسول الله “صلى الله عليه وسلم” يقول: إن موسى عليه السلام قام خطيبًا في بني إسرائيل، فسُئل:أي الناس أعلم؟ فقال:أنا، فاعتب الله عليه إذ لم يرد العلم إليه، فأوحى الله إليه: إن لي عبدًا بمجمع البحرين هو أعلم منك، قال موسى: يا رب، فكيف لي به؟ قال: تأخذ معك حوتًا، فتجعله في مكتل أي (زنبيل من الخوص)، فحيثما فقدت الحوت فثم هو، فأخذ حوتًا فجعله في مكتل، ثم انطلق، وانطلق معه يوشع بن نون، حتى إذا أتيا الصخرة وضعا رأسيهما فناما، واضطرب الحوت في المكتل، فخرج منه برغم أنه كان معدًا للطعام، فسقط في البحر، فاتخذ سبيله في البحر سربًا، فلما استيقظ نسي صاحبه أن يخبره بالحوت، فانطلقا بقية يومهما وليلتهما، وحتى إذا كان من الغد قال موسى لفتاه: “آَتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا“.

قال: ولم ينصب حتى جاوز المكان الذي أُمرَ به، قال تعالى: (قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا (63) قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلَى آَثَارِهِمَا قَصَصًا)، قال: يقصان آثارهما حتى أتيا الصخرة، قيل وهذا مكان مجمع البحرين في سيناء مسرح بني إسرائيل عند التقاء خليج العقبة مع خليج السويس عند منطقة رأس محمد، كما جاء في تفسير الشيخ متولي الشعراوي، فرأى رجلًا مسجي عليه ثوب فسلم عليه موسى، فقال له الخضر: أني بأرضك السلام، قال: أنا موسي، قال: موسى بني إسرائيل؟ قال: نعم.. قال: إنك على علم من علم الله علمك الله لا أعلمه، وأنا على علم من علم الله علمنيه لا تعلمه.
قال موسي عليه السلام له: ( هل أتبعك علي أن تُعلمني مما عُلمت رشدًا قال إنك لن تستطيع معي صبرا، وكيف تصبر علي ما لم تحط به خبرًا قال ستجدني إن شاء الله صابرًا ولا أعصي لك أمرًا).

حقيقة موت الخضر

الصحيح أن الخضر مات من دهر طويل وقبل بعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وقبل مبعث سيدنا عيسى عليه السلام، وليس لوجوده أي حقيقة، بل كل من قال بأنه حيّ هذا كله باطل وليس له وجود، والخلاصة أن الخضر قد مات وليس بموجود، والذي يزعم أنه رآه إما أنه كاذب، أو أن الذي قال له أنه رأى الخضر كاذب، وإنما هو من شياطين الإنس أو الجن.

من هذه القصة نتعلم الدروس الآتية:

1- الحث على التواضع في العلم والتعلم، فلا يدّعي أحد أنه أعلم الناس ودائمًا وأبدًا يرد العلم لله.

2 – استحباب الرحلة وتحمُل المشقة في طلب العلم.

3 – الدلالة على علم الله تعالى، وهو أنه سبحانه وتعالى أعلم بما كان وبما يكون، ومما لا يكون لو كان كيف يكون.

4 – وفيها بيان أصل عظيم من أصول الإسلام، وهو وجوب التسليم لكل ما جاء به الشرع، وإن كان بعضه لا تظهر حكمته للعقول، ولا يفهمه أكثر الناس، وقد لا يفهم منهُ كلهم مثل القدر، وموضع الدلالة قتل الغلام، وخرق السفينة.

5 – إكرام اليتامى والعطف عليهم ومساعدتهم.

6 – وفيه قيام العُذر بالمرة الواحدة، وقيام الحجة بالثانية.

في نهاية مقالنا تعرفنا على فيما هل الخضر نبي، ووضحنا لكم اهم المعلومات عنها… وجودكم يسعدنا ونتمنى التوفيق لكم.