ما هي قصة مقولة ما كانت الحسناء ترفع سترها لو أن في هذي الجموع رجالا

تعود هذه الأبيات إلى الشاعر خليل مطران، إذ يروي فيه حكاية مشهورة أذ يقال ان

غضب كسرى على وزيره بزرجمهر فحكم عليه بالموت، وفي يوم تنفيذ الحكم هب الناس من كل صوب وحدب , ليشهدوا مقتل المصلح العظيم، لقد أتوا يلبون النداء عجالاً:
متألبين ليشهدوا موت الذي أحيى البلاد عدالة ونوالاً
يبدون بشرًا والنفوس كظيمة يجفلن بين ضلوعهم إجفالاً
ويلوح كسرى للناس بمهابته ومظهره وجلاله، ويستوي على عرشه، وقد أجلس دونه قواده وأقياله، ويؤتى بالوزير يسوقه جلاده الذي أخذ ينادي هل من شافع للوزير؟ فيأتيه الجواب: لا، لا.
وأدار كسرى في الجماعة طرفه
تـسبي محاسنها القلوب وتنثني
بـنـت الوزير أتت لتشهد قتله
فـرأى فـتـاة كالصباح جمالا
عـنـها عيون الناظرين كلالا
وتـرى السفاه من الرشاد مدالا
فيعجب كسرى لهذه الفتاة التي جاءت تشق الصفوف سافرة الوجه، وقد كان ذلك عند الفرس عارًا وأي عار، فيرسل إليها من يسألها عن سبب سفورها فيأتي جوابها، حكمًا صارمًا يدين الحاكم المستبد، والشعب الخانع المستسلم، الذي تجرد من رجولته وغدا رسومًا وظلالاً،إذ يقول خليل مطران:

مَـوْلاَي يَـعْجَـبُ كَيْـفَ لَـمْ تَتَـقَـنَّـعِي
قَالَــتْ لَـهُ: أَتَـعَجُّــباً وَسُــؤَالاَ!

أُنْـظُرْ وَقَـدْ قُـتِـلْ الحَكِيمُ فَـهَلُ تَـرَى
إِلاَّ رُسُــوماً حَـوْلَـهُ وَظِـلاَلاَ

فَـارْجِــعْ إِلَى المَـلِـكِ الْعَــظِيمِ وَقُـلْ لَـه
مَــاتَ النَّــصِيحُ وَعِشْــتَ أَنْــعَمَ بَــالاَ

وَبِــقيِتَ وَحْـــدَكَ بَعْــدَهُ رَجُــلاً، فَـسُدْ
وَارْع النِّــسَاءَ وَدَبِّـــرِ الأَطْــفَالاَ

ما كانت الحسناء ترفع سترها
لو أن في هذي الجموع رجالا