حكم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف

تعد ذكرى ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم من أبرز الأحداث الدينية التي يحتفل بها الكثير من المسلمين، وتأسست تلك الاحتفالات ليزرع في قلوب المسلمين حبهم للنبي محمد صلى الله عليه وسلم. في هذا اليوم، يتزامن تذكار ميلاد أشرف الخلق وسيد المرسلين، محمد صلى الله عليه وسلم. ومع اقتراب ذكرى ميلاد النبي، يزداد اهتمام العديد من الأشخاص بمعرفة حكم الاحتفال بالمولد النبوي وإثبات جوازه، وسوف نتناول معكم اليوم حكم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، كما سوف نوضح  لكم هل كان الصحابة يحتفلون بمولد النبي صلى الله عليه وسلم.

هل احتفل الصحابة بالمولد النبوي الشريف؟

أقام الصحابة احتفالًا بمناسبة المولد النبوي، وذكر في السنة النبوية العديد من الأدلة التي تؤكد ذلك، وقد أفاد النبي محمد صلى الله عليه وسلم بصيام يوم الاثنين حيث قال: “ذلك يوم وُلِدتُ فيه”، وبناءً على ذلك، اتفق كثير من علماء الدين على جواز الاحتفال بهذه المناسبة، ويقترب المسلمون في هذا اليوم من الله بأعمال صالحة مثل قراءة القرآن الكريم والأذكار، وتقديم الطعام، وتوزيع الحلوى، وغناء الأناشيد والمدائح لرسول الله محمد صلى الله عليه وسلم.

حكم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف

تختلف آراء أهل العلم فيما يتعلق بالاحتفال بذكرى ولادة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، حيث يوجد بعض الآراء التي تروج لجواز الاحتفال بها، شريطة عدم ارتكاب أعمال مشينة مثل الأغاني أو اختلاط النساء بالرجال، ومن جهة أخرى يوجد أيضًا أهل العلم الذين يعتبرونها ممنوعة، حيث يراها مبتدعة وكل مبتدعة في الدين ضلالة وكل ضلالة يؤدي إلى النار.

أراء العلماء في جواز الاحتفال بالمولد النبوي

تختلف آراء العلماء فيما يتعلق بشرعية الاحتفال بالمولد النبوي، حيث يوافق البعض على جواز الاحتفال بهذا اليوم مشترطين الالتزام بتعاليم الدين الإسلامي، في حين يرى البعض الآخر أن الاحتفال بالمولد النبوي غير جائز وأنها من البدعة، وفيما يلي، سنقدم بعض آراء العلماء في تأييد شرعية الاحتفال بالمولد النبوي.

رأي عبد العزيز بن باز في جواز الاحتفال بالمولد النبوي

“الاحتفال بالمولد النبوي غير جائز، بل هو ابتكار، لم يقم به النبي صلى الله عليه وسلم ولا أصحابه، وهكذا الاحتفال بالموالد الأخرى، سواءً كانت لعلي أو الحسين أو عبد القادر الجيلاني أو غيرهم، فإنه بدعة غير مشروعة، والرسول صلى الله عليه وسلم هو منادي لكل خير، وهو العالم والهادي للأمة، وقد بعثه الله بشيراً ونذيراً وسراجاً منيراً يدعو لكل خير.”

رأي محمد بن صالح العثيمين في جواز الاحتفال بالمولد النبوي

“ليس منتشرًا في التاريخ الإسلامي القديم الاحتفال بمناسبة المولد النبوي، ليس لدى السلف الصالح والخلفاء الراشدين والصحابة والتابعون والأئمة الإسلاميون الذين جاءوا بعدهم تقديم تحية خاصة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، لذلك نتساءل هنا: هل نعظم الرسول صلى الله عليه وسلم أكثر من هؤلاء؟ لا، هل نحب الرسول أكثر من هؤلاء؟ لا، إذا كان الأمر كذلك، فعلينا أن نتبع خطواتهم وعدم إقامة الاحتفال بالمولد النبوي لأنه بدعة.”