لماذا نصلي

لماذا نصلي سؤال يتبادر إلى ذهن الكثيرون ويجري على ألسنة تاركي الصلاة تكاسلًا، رغم علمهم بأن الصلاة عماد الدين وأنها ثاني أركان الإسلام الخمسة، إلا أنهم لا يزالون يتساءلون لماذا نصلي! أو ما الذي يدفعنا للثباتِ على هذي الصلاة في كُلِّ أوقاتِنا، في جَمِيعِ ظروفِنَا، في شَتَّى بِقاعِنا؟

إن من خصائص الصلاة أنها فرضت على هذه الأمة ليلة المعراج في السماء، فدل ذلك على عظم حرمتها، وتأكد وجوبها على كل مسلم مكلف، ولا تسقط عنه بحال من الأحوال، ما عدا الحائض والنفساء بخلاف غيرها من الأركان.

ومع هذه المكانة العظيمة للصلاة شاع في عصرنا تهاون الناس بها، وعدم القيام بها، مع انهماكهم في صنوف اللهو واللعب، وتهالكهم على جيفة الدنيا وحطامها، فمن ثم تمس الحاجة إلى أن نجدد ذكرى، ونحدث عهداً، بعظيم قدرها وجسامة خطرها، ونتكلم على خصائص الصلاة وأهميتها.

الصلاة هي ثاني أركان الإسلام وهي عماد الدين الذي لا يقوم إلّا بها، وأوّل ما يُحاسب عليه العبد يوم القيامة من عمله، كما أن صلاح العمل يكون بصلاح الصلاة وفساد العمل يكون بفسادها، كما أنّها وصية رسول الله محمد -صلى الله عليه وسلم-، ومما يدل على عظم مكانة الصلاة أن الله لم يفرضها بواسطة جبريل في الأرض، وإنما فرضها ليلة المعراج فوق سبع سموات، حيث كانت خمسين صلاة مما يدل على عظمتها ومحبّة الله -تعالى- لها، ومن ثمّ خفف الله عن عباده وجعلها خمس صلوات في اليوم والليلة.

والصلاة ليست غرامةً تُؤدَّى، بل هي أمانةٌ يُؤدِّيها المسلم كلَّ يوم خمسَ مرَّات جماعةً، فيشهد له بالوفاء والصِّدق والإخلاص. فهي دليلٌ على صَفاء النَّفس، والإفْصاح عمَّا ينطَوِي عليه القلبُ من محبَّةٍ لله تعالى وتقديرٍ، فهي اعترافٌ بحقٍّ وشكرٌ، أرأيتَ أيها الإنسان لو قدَّم لك أحدٌ قطعةَ حَلوى أو هديَّة أو أسْدى لك معروفًا ألا تحترمه؟ ألا تتمنَّى أنْ تُكافِئَه؟ فكيف بالخالق المُنعِم عليك بالعقل والحواس والرِّزق والصحَّة والعافية، ألا يستحقُّ الشُّكر على هذه النِّعَمِ، ويكونُ ذلك بوضْع الجبهة على الأرض إقرارًا بالربوبيَّة والألوهيَّة.

لم تكُنِ الصَّلاةُ يوماً لِكَي نتعَبَ أو نَشقَى، بل أساساً ننطلقُ مِنهُ لما بَعده؛ ولذا كَان أول ما يسأل عَنهُ يَوم القيامة الصلاة، فإن صلحت صَلُحَ سائرُ العمل، وإن فسدَت فسدَ سائر العمل، وذلك لأنَّ من استطاع أن يحافِظ على هذا الأساس، كَانَ قادراً على ما بعده.

فردد دائماً: “اللهم إنَّا نسألك الهداية والحفاظ على الصلاة والثبات يا رب، اللهم إنّي أسألك الهداية اللهم اشرح لي صدري ويسر لي أمري اللهم اغفر لي ولوالدي واجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي”.